الميزانية في ظل الاصلاحات

ملتقى تقرت 27-28/02/2012 بثانوية الامير عبد القادر المسيرين الماليين

لمقاطعة ولاية ورقلة الاولى

تحت اشراف السيد شخار محمد مفتش التربية الوطنية للتسيير المالي و المادي



أيها الحضور الكريم,

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لا يسعني , في هذه المناسبة , إلا أن احيي الطاقم الإداري لثانوية الأمير عبد القادر تحية إكبار كتلك التي أتخيلها و التي أعي ما أقول حين أقف احتراما لمديرها شخصا , و إلى مساعديه كل حسب اختصاصه , و العمال المهنيين على ما بذلوه في التحضير لاستقبالنا ,

إن هذا الصرح ظل شامخا و هو الذي يشهد على تخرج معظم إطارات هذه الجهة و لازلت استمتع بالقصص و المغامرات التي خاضوها في داخلية هذه المؤسسة , و الذي يؤثر في كثيرا بصفتي كوفي لعملي كمقتصد هو أن الجانب الكبير من قصصهم يتعلق بالحياة المدرسية في الداخلية أي المراقد و المطعم …

و هذا المشهد ,اعذروني أن أبوح لكم بسر ,انه كلما خطرت صوره أمام عيني إلا و ترك خدشا تذكاريا يداعب مهجتي , و طيف حزن على تلك الحقبة الواضحة المعالم الصافية السريرة الأبوية المعاملة ,

تراني ارقب المقتصد و هو يسترق الاطلاع من شق بوابة المطعم , و هو يرقب طريقتنا في الأكل و شراهتنا في تناوله , ويراقب الأواني حين رجوعها ليقيم مدى تقبل التلاميذ لهذا النوع من الأكل أو ذاك و هو يسجل كل صغيرة و كبيرة ,

و لا استطيع أن أنسى ذلك اليوم الذي كان فيه احد زملائنا يبكي فراق أهله في أول يوم من دخوله الداخلية , و راح يمسح على قفاه و ظهره و يمد له يد الحنان و لم يتركه حتى يسلمه للمراقب لكي يستمر في مواساته ,و لا تلك اليد التي تمتد في حلكة الليالي الباردة و هو يعيد بسط الغطاء علينا بعد نومنا و كنا نرصده و هو لا يعلم , و أي إحساس حين نرى دمعاتهم عند فراق نهاية السنة في العطلة الصيفية ,

لهذه المشاعر أحببت هذه المهمة و عليها ترعرعت و بها عشت و وددت في آخر مشواري المهني أن

اعلمها لأبنائي المقتصدين الجدد و لا باس إذا طالت إخواني القدامى لأني أعرف أنهم قد عاشوا مثل هذه اللحظات و أحلى …

أبنائي العزاء :

الإدارة: هي ضبط دورة الحياة داخل مؤسسة في شكل منظم بقوانين تؤدي إلى بلوغ الهدف ,

و التسيير : هو استعمال كل الإمكانيات المتاحة لضمان استمرارية الإدارة دون عائق يحول بينها و بين الهدف المنشود

الإدارة ثلاث: – إدارة الوقت – إدارة القدرات – إدارة الحاجيات

و التسيير ثلاث: - تسيير بالحاجة - تسيير بالأزمة – تسيير بالهدف

و دور المسير المالي و المادي لا يقل أهمية عن دور أي مسؤول داخل المؤسسة , و هو مطالب بالمساهمة في إنجاح العملية ,و بالنسبة لنا الملية التربوية , من خلال توظيف سليم للإمكانيات المادية و المالية للمؤسسة في إطار القوانين السارية المفعول و العمل على تكييفها بما يخدم مصلحة التلميذ و كل أفراد الأسرة التربوية داخل المؤسسة التربوية , في قالب تنظيمي متطور في شكل مشروع ,

و من ابرز الإمكانيات المالية في محاور التسيير المالي والمادي هو مشروع الميزانية, فهو الإطار الذي يصب فيه كل تقديرات مصاريف السنة الدراسية التي ستحقق الأهداف المسطرة مدونة مشروع المؤسسة المعدة خصيصا لتنظيم العمل بما يخدم الوصول إلى نتيجة جيدة و مدروسة,

و عليه فنحن مطالبون بمواكبة الأحداث و المساهمة في إنجاح الإصلاحات من خلال إعادة النظر في كيفية إعداد مشروع الميزانية ,

و أحسن طريقة لاستدراك الوضع هو ان تكون وثيقة مشروع المؤسسة إحدى الوثائق المرجعية للميزانية ,

هل يمكن أن نتحدث على الميزانية بالشكل المعتاد التقليدي وهو عبارة عن مبلغ مالي نوزعه في ظرف وجيز دون أدنى دراسة؟.

لنتصارح مع أنفسنا وفق تقيم ذاتي. هل حقيقة نعمل بفكرة مشروع المؤسسة؟ هل حقيقة ننفذ اتفاقات؟

هل هذه الممارسات تساهم في تحسين المردود التربوي؟

إلى أي مدى نحن ساهمنا في المردود التربوي؟ هل لدينا جزء من مسؤولية تدني النتائج؟

هل المال يمكنه أن يدفع العمل التربوي؟ كيف؟

ما هي الخطة المتبعة على المدى القصير. وفق الإمكانيات الموجودة أمامنا ؟

وعلى المدى المتوسط وفق عمليات مشروع المؤسسة التي تؤدي إلى:

2 ــ تحسين شروط ظروف تمدرس التلاميذ بالمؤسسة.

3 ــ تحقيق ازدهار المؤسسة.

لنحاول الإجابة على هذه الأسئلة لكي نتمكن من ممارسة حديثة لأساليب التسيير والمساهمة في تطويرها.



مفتش التربية الوطنية للتسييرالمالي شعباني عزوز